كهنة الخارج

في25 يناير خرجت جموع الشباب بمطالب كثيرة رأوها سبيلا لدفع الحياة في مصر خطوات إلي الأمام. ورأوها بداية تفتح آفاق الأمل وتسرع من خطوات الإصلاح في بلادهم. لم يختلف المصريون حول مشروعية مطالب هؤلاء الشباب. ولكننا اختلفنا حول وسائل تحقيق هذه المطالب.
حالة من الغضب والحراك شهدتها مصر ومحاولات متعددة لقوي كثيرة لركوب ثورة الشباب وتوجيهها.
حتي أن كبير كهنة الجمهورية الإيرانية خرج بفرية أن ثورة الشباب في مصر إنما خرجت تردد صدي ثورة الخميني التي اغتالت الجسد الإيراني منذ أكثر من ثلاثة عقود. لم ير الكاهن الأعظم دماء الشباب الإيراني التي تناثرت علي ثوبه الأبيض من جراء البطش الديني الديكتاتوري المستمر للملالي. ومن تركيا خرجت أصوات أخري تصب النار.
تكاثرت علينا القوي التي رأت في مصر قوة تحول دون تمدد الأطماع الإمبراطورية القديمة.
كشفت انتفاضة الشباب المصري البريئة عن انتهازية متربصة بين الكثير من القوي الداخلية والخارجية التي وجدت من مصر دعما في مواجهة الإرهاب ودفع مسيرة السلام والحفاظ علي حقوق الفلسطينيين والعراق وأمن لبنان واستقرار الخليج. لم تسمع تلك الدوائر حناجر الشباب التي تهتف بمطالبها وهي ترتفع بصيحات الرفض الكامل لكل دعوة خارجية أو محاولة انتهازية.
سوف تجتاز مصر أزمتها.. وسوف تعود هادئة بما حققته.. ومثلما كانت مطالب شبابها حضارية.. سوف تنتهي أيضا حضارية.. فقد علمنا التاريخ أن السم الذي لايميت يزيد قوة.
