مقالات الأهرام اليومى

نسورنا مبعث فخرنا

عزفت بالأمس الكلية الجوية سيمفونية رائعة الأداء والقوة في حضور قائد النسور ونسرهم العظيم الرئيس حسني مبارك‏.‏ ففي حفل تخريج الطيارين والملاحين الجويين تتجدد الأسطورة الحية‏..‏ تروي للمصريين قصة الجيش المنتصر‏..‏ المحمي بسلاح الطيران ورجاله الذين يحلقون في السماء فيصونون الأرض ويحمون رؤوس وظهور الجنود‏.‏

لقد كنا علي موعد مع الدفعة‏76‏ وهي تتسلم المسئولية‏,‏ حيث قدمت في اليوم الأول لها بالقوات المسلحة عرضا عسكريا عكس قوة الأداء وروعته معا‏.‏ وكانت هناك لغة مشتركة بين القائد وأبنائه الطيارين الجدد في السماء وعلي أرض الاستعراض‏,‏ وقد شعر بها ولمسها كل من شاهد العرض‏,‏ بل أراد أن يشارك في الحوار‏,‏ ولكن كانت تنقصهم معاني ومفردات اللغة التي اكتسبها الأبطال عرقا وعزما وتدريبا وتعليما وانضباطا في أعرق مدرسة للطيران في عالمنا الآن‏..‏ تطورت مع الزمن لتصبح مصنعا للنسور لقواتنا المسلحة‏.‏ ولكننا نحن الحضور كنا نقترب منهم بالشعور والإحساس والوطنية التي تجمعنا بهم‏,‏ وتجعلنا نشعر بالفخر والاعتزاز‏..‏ فهؤلاء هم أبناؤنا الأبطال الذين نعدهم لحماية مستقبلنا‏.‏

وفي سماء العرض كانت كل أنواع الطائرات ومختلف الطرازات‏,‏ بل أجيالها المتتابعة‏..‏ وقد مال علي أحد المراقبين الأجانب معلقا أنه لايمكن أن تري عرضا مماثلا للعرض المصري‏,‏ لأنه ليس هناك بلد في العالم يحفظ ويصون طائراته مثل مصر‏,‏ فأحدث الطائرات وأقواها تعمل معها الطائرات القديمة والنادرة وصاحبة التاريخ الطويل‏.‏

لم تكن هذه فقط هي مفاجآت العرض للمتخصصين‏,‏ ولكن كانت هناك أيضا الطائرات الروسية الميج بأنواعها المختلفة منذ الستينيات وحتي يومنا هذا‏,‏ والتي مازالت محتفظة بكامل صلاحيتها‏,‏ تعمل مع الميراج‏5‏ الفرنسية‏,‏ إلي الميراج‏2000‏ متعددة المهام‏,‏ جنبا إلي جنب مع إف‏16‏ الأمريكية‏,‏ والطائرات بافلو الكندية لنقل القيادات‏,‏ محتفظة بصلاحيتها كاملة برغم محدوديتها في العالم‏,‏ بعد توقف إنتاجها‏,‏ وهي تعمل في سماء العرض محققة مايعرف بتنوع التسليح لقواتنا‏,‏ وكسر احتكار السلاح‏,‏ وتنويع مصادره من جميع أنحاء العالم‏,‏ وكأن طياريها يقولون للرئيس مبارك‏:‏ نحن علي العهد معك نستوعب أحدث الفنون والمهارات‏,‏ ونحافظ علي مانملك بل نطوره ونجعله جزءا من منظومتنا القتالية بكفاءة وفاعلية وابداع‏.‏

لقد كانت فرصة للجمهور وأبناء الخريجين ليروا أبناءهم وهم علي مسرح عمليات قتالية حقيقي في سماء كليتهم يوم التخرج المهيب‏,‏ مسرح عمليات متكامل اشتركت فيه كل الطائرات من استطلاع إلي مناورة الي طائرات النقل الاستراتيجي العملاقه سي‏130‏ وهي تنقل رجال الصاعقة إلي مسرح القتال لنطمئن جميعا إلي قدرات القوات المسلحة للمشاركة في النقل بمختلف أنواعه العسكرية وصولا إلي العمليات المدنية والإغاثة الطبية والمدنية وقت الكوارث والمهام الصعبة‏..‏ بل وهم يشاهدون طائرات التموين في أثناء العمليات وهي من الخبرات الجديدة المتطورة في الجيوش الحديثة ذات القوة والكفاءة بالمعايير العالمية‏.‏

……………………………………..‏

ولم ينته العرض إلا بالصور الجمالية المتميزة‏,‏ حيث ظهر فريق الألعاب الجوية النجوم الفضية‏,‏ وهم أصحاب المهارات الفائقة الذين يحصلون علي الجوائز الكبري في الطيران في أي مسابقة يشتركون فيها وأخذوا يرسمون لنا أشكالا تأسر القلوب‏,‏ ولم يختموا الاحتفال إلا وهم يرسمون لنا قلوبا معبرة عن الحب والحياة‏.‏

مقاتلون هم صناع السلام والحب‏..‏ أعادوا إلي ذاكرتنا صورة نسورنا وهم يفتحون لقواتنا المسلحة ظهر‏6‏ أكتوبر عام‏1973‏ طريق النصر واستعادة أراضينا المحتلة‏,‏ وعودة سيناء إلي قلب الوطن‏..‏ يقولون لنا في يوم تخرجهم‏:‏ نحن معكم وأنتم تبنون مصر المعاصرة من أجل المستقبل بقيادة ابنها مبارك‏.‏

إنها روح من التلاحم والتماسك الوطني بين مصر وجيشها‏,‏ وأبنائها الضباط الجدد‏,‏ يجددون العهد‏,‏ وينعشون آمالنا في مستقبل مشرق لمصرنا العزيزة‏.‏

osaraya@ahram.org.eg

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى