مقالات الأهرام اليومى

حدائق زينهم فرحة للمصريين

لم يكن الخميس‏14‏ مايو‏2009‏ يوما عاديا في حياة القاهريين‏,‏ فهو اليوم الذي عادت فيه حدائق زينهم إلي اسمها الحقيقي‏.‏

‏55‏ فدانا في قلب القاهرة التاريخية بحي السيدة زينب ـ أحد أعرق أحيائها ـ نفض عنها المصريون سبة العشوائية‏..‏ وأعادوا إليها أهلها وسكانها الأصليين من بسطاء القاهرة الذين عاشوا الحي‏,‏ وهو مقلب للقمامة وعشش صفيح‏,‏ والذي تحول بعد‏10‏ سنوات من العمل الجاد إلي أحد أجمل أحياء القاهرة‏.‏

لقد علق أحد أبناء زينهم وهو يتسلم عقد تمليك وحدته السكنية من السيدة الفاضلة سوزان مبارك مفتخرا بقوله أعتقد أن حي زينهم الآن أفضل من الزمالك‏.‏

فرحة القاهريين هي فرحة المصريين‏.‏ لأن ما حدث في زينهم سينتقل لكل العشوائيات التي انتشرت في العاصمة‏,‏ حتي وصلت إلي‏300‏ منطقة عشوائية‏,‏ وتزيد علي ذلك في محافظاتنا الأخري‏..‏ ولكننا ونحن نهنئ أهالي زينهم يجب أن نشكر ونهنئ راعية الحدث الفريد السيدة سوزان مبارك التي لم تستطع أن تخفي فرحتها‏,‏ فطالبت الجميع بأن يفرحوا‏,‏ وأن نشارك أهالي زينهم فرحتهم ببيوتهم وحيهم الجديد‏..‏ فهي صاحبة الفكرة منذ‏10‏ سنوات عندما افتتحت مستشفي الهلال الأحمر في زينهم‏,‏ وشهدت من شرفة الهلال صورة الحي القديم العريق الذي تحول إلي مقلب للقمامة ومكان للعشش‏,‏ فهالها مارأته اذ لايمكن أن يكون هذا الموقع مكانا للسكن أو العيش‏..‏ واتخذت القرار‏,‏ وكلفت الهلال الأحمر المصري المؤسسة المحلية ذات السمعة العالمية بمهمة الإنقاذ‏,‏ وتابعته بالعمل الجاد إلي أن استكملت حلقاته وأصبح حقيقة واضحة للعيان‏.‏

وبرغم أهمية المناسبة ودلالاتها الموحية‏,‏ وفي مقدمتها أن في مصر دولة قادرة علي مساعدة ابنائها في كل الأوقات وفي مختلف الظروف‏..‏ فإن السيدة الفاضلة أعطت المناسبة بعدا تاريخيا جديدا عندما أطلقت نداءها النبيل لوزيرالإسكان وللمحافظين ألا تقل مساحة المسكن المناسب للأسرة المصرية عن حجرتين وصالة وأن تختفي من حياة الأسرة ظاهرة غرفة وصالة‏,‏ والمعني هو الحرص علي توفير الحياة الكريمة للجميع‏.‏

نعود للموقع نفسه‏..‏ لم يتغير المكان كموقع فقط برغم أهمية ذلك‏,‏ ولكه تزامن معه بناء الإنسان عبر التدريب والتعليم المتواصل‏..‏ والتنمية المستمرة‏..‏ لتعطي مصر الإنسان الذي تستحقه في منظومة متكاملة‏.‏

إذ أنهالم تعط أهل الحي حق الحياة فقط بل أعطتنا جميعا الأمل في القدرة علي التغيير والتطور‏,‏ مهما تبلغ الصعوبات‏,‏ فالواقع من الممكن أن يتغير مهما يكن سيئا‏,‏ أو صعبا‏..‏ وكان للشعار الذي يعلو المكان‏:‏ العشوائيات‏..‏ مشكلة لها حل‏..‏ معني يترجمه الواقع الذي نراه حولنا في كل مشهد علي الأرض وبين الناس‏..‏ وكان إحساس السيدة الفاضلة متدفقا ومشاعرها متجاوبة مع سكان الحي‏,‏ فطالبت كل المسئولين من وزراء ومحافظين بضرورة إزالة كل العشوائيات بفكر المشاركة المجتمعية مستلهمين ما حدث في زينهم كنموذج يحتذي به فقد تم تطويرها كلها بأموال المصريين‏..‏ حكومة‏..‏ وقوات مسلحة‏..‏ وقطاعا خاصا‏..‏ وتبرعات مواطنين‏,‏ ولم يدخل في عملية البناء أموال من الخارج‏..‏ إنها تجربة مصرية‏100%‏ اعادت صياغة العلاقة بين الإنسان والمكان وعملت علي إندماج أبناء الحي في المجتمع بظروف جديدة‏,‏ وتأهيل مهني ومستشفيات ومدارس وخدمات مصرية متكاملة‏,‏ وعمل نراه بالعين المجردة حيا واضحا لكل الناس‏..‏ مع ضرورة أن نبني بيوتا مناسبة لكل المصريين مهما تكن مستويات دخولهم‏..‏ بحيث تختفي ظاهرة الحجرة الواحدة بكل مخاطرها الاجتماعية والمعيشية‏.‏

******‏

إن أحلام السيدة سوزان مبارك ماثلة لكل عين‏,‏ وقد أصبحت حقيقة في زينهم للطفل وللفتاة وللشاب وللزوجة‏..‏ حياة عصرية للجميع في مسكن مناسب للأسرة‏,‏ وهي تجسد أسطورة قصة حية للحلم الذي تحققه الإرادة ليعيش الناس اليوم حياتهم ويبنوا مستقبلهم وليظل شاهدا للأجيال القادمة علي قدرة المصريين علي العمل والعطاء والتجاوب بين كل فئات المجتمع‏,‏ وبين الحكومة وشعبها‏..‏ إنها ملحمة عمل تروي قصة استرجاع الثقة واليقين والمحبة بين أبناء الوطن الواحد‏,‏ وبين الوطن وكل أبنائه‏,‏ وستختفي الاحياء العشوائية من القاهرة ومصر كلها‏.‏

لقد أصبح التخطيط العمراني علي مستوي مصر حقيقة‏..‏ فأحوزة المدن والقري تم تحديدها وقري الظهير الصحراوي ظهرت للوجود مع استمرار بناء المدن الجديدة في كل ربوع الوطن‏..‏ والمشروعات المتنوعة للبناء‏..‏ من ابن بيتك الي إسكان الشباب‏..‏ وبرنامج الرئيس مبارك للبناء والتنمية الذي يجري تنفيذه علي قدم وساق برغم الأزمة المالية العالمية العاتية التي تعوق الجميع من حولنا‏,‏ ولكنها لن توقف مصر‏.‏

حدائق زينهم حقيقة في قلب القاهرة غيرت وجه وسط المدينة‏,‏ وأعطت الحياة الكريمة لـ‏500‏ ألف نسمة‏,‏ وتحولت المنطقة من بؤرة لكل ما هو قبيح إلي مكان رائع لكل ما هو جميل وصحي‏..‏ نعم أصبحت زينهم مدينة صغيرة متكاملة الخدمات‏..‏ صحية وتعاونية وتعليمية واجتماعية‏..‏ سيحميها أهلها ويعملون علي صيانتها‏,‏ وسيحرصون علي ألا تعود لسيرتها الأولي‏..‏ إنه الاصرار علي التغيير والاستمرارية معا‏..‏ وندعو كل المصريين في القاهرة وغيرها إلي زيارتها ليس لتهنئة أهلها فقط ولكن لاستلهام معاني العمل الجاد والمشترك‏,‏ لنعيد بناء ومكافحة كل بؤر العشوائيات والتخلف في مصر‏.‏

تحية شكر لصانعة هذا الحدث الكبير في حياتنا السيدة سوزان مبارك‏..‏ صانعة الجمال والمكتبات والمدارس والمستشفيات والحدائق‏,‏ وراعية الطفولة وحامية الأسرة المصرية والمدافعة عن حق المرأة‏.‏

osaraya@ahram.org.eg

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى